كان الفرح والسعادة يملآن حياتنا في السابق، وكنا نشعر ببعض الحزن لأن أرضنا ما زالت محتلة، ولأن أهلنا وأصدقاءنا ما زالوا بعيدين عنا .
أما الآن، فنحن نمرّ في الانتفاضة الثانية. الانتفاضة الأولى دمرتنا ودمرت حياتنا. وهانحن نعيش انتفاضةً أخرى ، قاسية جداً ، عانى الجميع من آثارها. فكم طفلاً وشاباً أصبحوا معاقين أو مشلولين من أجل الوطن الغالي. وكم شهيداً سقط على ثراها .
أما نحن ، فكل ليلة نمرّ بقصة رعب حقيقية. ففي يوم من الأيام بينما كنا جالسين معاً سمعنا أصواتا بعيدة كأصوات الرصاص. وبعد برهة بدأ الصهاينة بالقصف مباشرة، فارتعبنا جميعاً، وحاولنا الخروج من المنزل الى غرفة آمنة في الأسفل. خرجنا ، ولكنّ صوت القصف ظلَّ يُرعبنا . كل ليلة كان يحدث ذلك، فأُصيب أخي الصغير بحالة أرق وبعدم القدرة على النوم من كثرة التفكير في ماذا سيحدث لنا بعد كل هذا. أما أختي الصغيرة فكانت دوما تتساءل: لماذا يكرهنا الصهاينة ويعاملوننا كالحيوانات ؟!
أتمنى أن يزول هذا الاحتلال الذي قتل الأبناء ويتّم الأطفال، وجعل البعض يعانون من مشاكلَ نفسية وجسدية . وإنني أقول دوماً: إلى متى ؟! إلى متى نبقى هكذا ؟ هل سنظل كل ليلة نعيش تحت هذه الظروف السيئة؟! نحن لا ننام ولا نستطيع الدراسة. فكل أمور حياتنا توقفت عند هذا الحد .
كيف نتصور أن تستيقظ أمي من نومها لكي تعمل إبريقاً من الشاي فلا تجد نقطة ماء واحدة في الخزانات؟ لماذا؟؟ لأن بعض الرصاصات الطائشة وشظايا القذائف قد ثقبتها جميعها، فلم يبقَ فيها شيئ. أما غرفة أخي فقد تكسّر زجاجُ نوافذها فأصبح يخاف من النوم فيها.
فأين نحن من أطفال العالم؟!!